نظم التكشيف


نظم التكشيف

قد يكون التكشيف لمتن الوثيقة أو للمصادر المرجعية التي اعتمدت عليه, وقد يكون تكشيف المتن باستخدام كلمات الوثيقة نفسها أو باستخدام مصطلحات من قائمة خارجية أما تكشيف المصادر المرجعية فهو يقوم على الربط بين مؤلف الوثيقة أو عناصر أخرى فيها والمصادر المعتمدة على الوثيقة.
وقد أدى ذلك إلى نشأة نظم للتكشيف تعتمد على الجهد اليدوي أو على الاستخدام الآلي. ونظام التكشيف هو " مجموعة من الإجراءات المحددة (اليدوية و/ أو الآلية)؛ لتنظيم محتويات سجلات المعرفة لأغراض الاسترجاع والبث"
ونتناول فيما يلي أبرز نظم التكشيف.
1- تكشيف الكلمات word indexing
يعتمد على استخدام كلمات الوثيقة كمداخل كشاف ولا يمارس التقنين لأشكال المداخل أو التحكم فيها أغلب الأحوال ولهذا .. فقد يطلق على هذا التكشيف بأنه "التكشيف الحر",أو تكشيف اللغة العربية "
وقد تشتق الكلمات من عناوين الوثائق أو تشتق من النص الكامل مما أدى إلى نشأة نمطين هما : تكشيف الكلمات الدالة في السياق وتكشيف النصوص .
أ‌- تكشيف الكلمات الدالة في السياقindexing KWIC :
أن السمة الأساسية في الكشافات هذا النوع هي أنها انتقائية أي أنه لا تسجل كل كلمات النص وإنما أهم هذه الكلمات أو أبرزها أو أكثرها دلالة على الموضوعات .
وقد سبق أن أشرنا إلى وصف موجز لهذا النوع في الفصل الأول عند حديثنا عن كشافات تباديل العناوين.
وعادة ما يتكون سطر كشافات الكلمات الدالة في السياق من ثلاث عناصر هي :

الكلمة الدالة key word وهي : الرأس أو المدخل في تسلسله الهجائي.
السياق context وهو يتمثل في الكلمات المحيطة بالكلمة الدالة.
الكودcoed وهو الإشارة المرجعية التي تربط المداخل بالبيانات الببليوجرافية الكاملة للوثائق المكشفة أو يحدد أماكن وجودها.

ويتمتع هذا النوع من الكشافات بعديد من المميزات من أهمها :
أ‌- يمكن تجهيز العديد من العناوين بسرعة وبشكل رخيص إذا أن الكشافات يتطلب فقط تحويل البيانات الببليوجرافية إلى شكل مقروء آليا حتى يمكن للحاسوب أن يجهز أو يعالج البيانات كما أن التجهيز الالكتروني أقل تكلفة من التجهيز البشري المعتمد على المكشفين المؤهلين.
ب‌- غياب التفسير للمحتوى يقود إلى الثبات الكامل أي لا مجال للخطأ كما أن الكلمة الدالة مأخوذة من النص.
ت‌- يعكس الكشاف المصطلحات الحديثة لأن الكلمات المستخدمة كنقاط أتاحه هي تلك التي أستخدمها المؤلف في عنوانه.
ث‌- يقدم هذا الكشاف نقاط إتاحة أكثر مما تقدمه الكشافات الموضوعية المطبوعة.

وهنالك بعض العيوب المرتبطة بهذا النوع من الكشافات منها:
أ‌- لا تشكل العناوين بصفة دائمة تلخيصا دقيقا لمحتوى الوثيقة.
ب‌- تشتت مداخل الموضوع الواحد إذ يؤدى عدم تحكم في المصطلحات إلى تشتت الوثائق المتصلة بموضوع معين ,تحت الأشكال المختلفة للتعبير عن هذا الموضوع.
ت‌- الأشكال البسيطة من هذا الكشاف غير جذابة ويؤدي تحديد طول سطر الكشاف بعدد معين من الأحرف إلى بتر بعض حروف الكلمات مما يتسبب في ضياع جزء من السياق.
ث‌- تبديد حيز الطباعة.

ونضيف إلى ما سبق بعض المشكلات المرتبطة باستخدام هذا النوع من الكشافات للعناوين باللغة العربية :

1. الألفاظ المشتركة أو المتجانسة أي تعدد معاني الكلمات المشتركة في الرسم أو الإملاء والنطق مما لا يمكن من تمييز المعنى الصحيح للكلمة إلا في سياق العنوان كاملا. وبذكر الصوينع أنه يبدو أن تأثير السياق في فهم دلالة الكلمة العربية قوى لدرجة أنه قد لا يمكن الاعتماد أحيانا على المفاهيم المفردة في الاسترجاع وإنما لابد أن يعرف الباحث موضع الكلمة ضمن سياقها .

2. تكثر في اللغة العربية الكلمات المترادفة الدالة على مفهوم واحد فالمعنى الواحد قد يأخذ أشكالا متعددة من الكلمات .

3. تأتي بعض المفاهيم على صيغة أفعال في عناوين الكتب مثل: كيف تحج أيها المسلم فالكلمة المهمة في العنوان هي الفعل "تحج" الدالة على مفهوم الحج فالباحث الذي يرغب في كتب عن الحج قد لا يتوقع أن المفهوم قد يجيء بصيغة الفعل.

4. اختلاف إملاء الكلمات الدالة على مفهوم الواحد خصوصا في الأسماء الأجنبية والكلمات المعربة التي يختلف رسمها بين المؤلفين مما يؤثر على الاسترجاع مثل: الببليوجرافيا والببليوجرافيا.

5. المشكلة الناتجة عن طريقة الكتابة والمتمثلة في ربط أداة التعريف بالاسم وذلك ربط حرف الجر( اللام ) و(الباء) بالأسماء في بعض الأحيان .

وعموما...فمن المؤكد أن المعالجات الحديثة للحاسوب يمكنها التغلب على مثل هذه المشكلات والصعوبات لإنتاج كشافات فعالة.

ب‌- تكشيف النصوص :
إذا كان النوع السابق ينصب على عناوين الوثائق ..فأن هذا النوع يتعلق بمتن الوثيقة أو بنصها الكامل. وناتج العمل هنا هو كشاف ألفبائية لكل الكلمات أو للكلمات الرئيسية أو باستثناء الكلمات الغير مهمة مثل :الحروف وأدوات التعريف مع الإشارة إلى السياق .

ومن خصائص كشافات النصوص أنها قد تصبح أضخم نمن العمل الأصلي المكشف وذلك بسبب أنه يتم ترتيب الكشاف ألف بائيا في مداخل أو أسطر توازي عدد الكلمات الرئيسية الواردة في النص وليس بحسب عدد جمل السياق التي تقع فيها الكلمات كما أن تجهيز كشافات النصوص شاق في النظم البدوية وإدخالها في الحاسوب يتطلب جهودا ليست سهلة سواء في عمليات التحميل أو التحرير والتصحيح .

وقدام عديد من علماء العرب المسلمين بجهود كبيرة في تكشيف القرآن الكريم والحديث النبوي بهدف تسهيل وتيسير استخدام مصادر التشريع الإسلامي .

ويذكر الصوينع الفوائد التي تقدمها كشافات نصوص القرآن الكريم والحديث النبوي على النحو التالي :

1. الاستشهاد بنصوص القرآن الكريم والحديث النبوي ..
2. التأكد من دقة نص الآية أو الحديث المنقول
3. التأكد من مكان الآية في السورة.
4. معرفة مكان نزول الآيات سواء كانت مكية أو مدنية.
5. معرفة عدد مرات ورود بعض لألفاظ في القرآن الكريم واستخداماتها المتعددة.
6. التأكد من صحة الأحاديث النبوية ومعرفة أسانيدها .

ويمكن تمييز أربعة أنواع من كشافات القران الكريم,هي:
كشافات تتوجه إلى جميع مفردات القران وتحدد مواقعها مع الاستطراد أحيانا.
كشافات تتوجه إلى مواقع الآيات ألقرانيه في سور القران وفقا لأوائل الآيات نفسها.
كشافات موضوعيه تقوم على تحديد مجموعه من الموضوعات الرئيسية ومن ثم سر الآيات القرآنية المناسبة تحت كل منها .
كشافات تتوجه إلى ذكر الألفاظ في القران الكريم وتحديد درجات تكرارها.


ومن ابرز أمثله كشافات القران الكريم:
((المعجم المفهرس لألفاظ القران الكريم)) الذي وضعه محمد فؤاد ويرتب موادها حسب أوائلها فؤاليها فأوالئها ..وهكذا.
ويضع الكلمة وأمامها الآية التي وردت بها مع التنبيه على المكي والمدني من هذه الآيات المر قومه حسب ما ورد في المصحف الذي تولت الحكومة المصرية طبعه وفيما يتعلق بكشافات الحديث النبوي... فان
هناك عدة مناهج اتبعت في معالجه الأحاديث يهمنا منها تكشيف النصوص كاملة ومن أهم الأعمال في هذا الصدد(( المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي)) وهذا العمل عبارة عن كشاف نصوص كامل لجميع ألفاظ الأحاديث الواردة في مصادر الحديث التسعة ويمكن باستخدام هذا الكشاف استرجاع أي حديث وقع في مصادر الحديث التسعة عن طريق تذكر إحدى الكلمات الرئيسية التي وقعت في سياق الحديث ثم البحث عنها حسب تسلسلها الألفبائي في مداخل الكشاف.
ويبدأ الكشاف بأصول الكلمات مرتبه ألفبائيا ويشير الكشاف إلى المصدر أو المصدر التي وجد بها الحديث مع الإرشاد إلى الكتاب أو الباب الذي وقع تحته الحديث في المصادر التسعة.
ولم يقتصر استخدام كشافات النصوص ع النصوص القران الكريم والحديث النبوي وإنما امتد إلى نصوص التشريعات بل والى الإعمال الأدبية المهمة.
ومن النماذج المبكرة لإعداد كشاف نص معد بواسطة الحاسوب نجد((كشاف نص اشعار ماليو الولد الذي أعده باريش ونشرته جامعه كورنيل عام 1959.

2- تكشيف المفاهيم concept Indexing:
يعتمد هذا النظام على فحص الوثائق الأصلية وتحديد الأفكار التي نوقشت فيها ثم اختيار المصطلحات التي استخدمت بواسطة مؤلف الوثيقة من قائمه مصطلحات معده ويطلق على هذا النوع من التكشيف أحيانا التكشيف التعييني أو التكشيف بالتعيين by assignment
أي تعيين المداخل الكشفية الدالة على المحتوى الموضوعي للوثائق وذالك مقابل التكشيف الاشتقاقي derivative والذي يعتمد على اشتقاق أو اخذ المداخل الكشفية من الوثائق نفسها .
وقد يطلق على هذا النوع من التكشيف أيضا التكشيف المقيدcontrolled حيث تفرض بعض القيود في عمليه التحليل تتعلق بوجهات النظر أو الأفكار التي تستحق إبرازها دون غيرها في الكشاف وكذالك قد تتعلق هذه القيود بعدد المداخل التي يتم إعدادها لكل وثيقة على حده.إما النوع الثالث من القيود فانه يتعلق بمعايير اختيار وصياغة المصطلحات فيما يعرف بالضبط المصطلحات.
ويمكن تقسيم تكشيف المفاهيم أو التكشيف المقيد إلى فئتين وفقا للطريقة التي يتم بها تناول الموضوعات المركبة.
والموضوعات المركبة هي الموضوعات التي تتضمن عددا من المفاهيم المفردة المتميزة وذالك يعني إن تمثيل المحتويات الموضوعية للوثائق ليس قاصرا على المصطلحات المفردة وإنما أصبح يتطلب الدمج أو الربطcoordination بين عدد من المصطلحات. وذالك يساعد على تمثيل محتويات الوثيقة بطريقه أكثر دقه ويعزز من تخصيص الكشاف والبحث.
ويتم الربط بطريقتين مختلفتين إما مرحله الإدخال أي يعني بناء ملف الكشاف أو في مرحله الإخراج أي عند بناء صياغة استفسار مطلوب . ويطلق على الفئة الأولى التكشيف سابق الربط بينما يطلق على الفئة الثانية التكشيف لا حق الربط وسوف تتناول كلآ منها ببعض التفاصيل فيما يلي:

1. التكشيف سابق الربط:pre-coordinate Indexing
ويعمل هذا النظام على معالجه الموضوعات المركبة كوحدات ويقوم على الأوصاف الموضوعية المتكاملة.
وتختار المصطلحات لكل من المفاهيم المفردة من اللغة التكشيف وترتيب وفقأ للنظام الذي عمله اللغة والنظام .
ويمثل الرأس الناتج الموضوع ككل ويصف المدخل الرأس لأي وثيقة تضاهي الرأس وإثناء البحث يحاول المستفيد صياغة الرأس بالطريقة نفسها التي وصف بها الموضوع من قبل المكشف.
ومن ابرز نماذج نظم التكشيف سابق الرابط ، نظام التكشيف المحافظ على السياق Preserved context Indexing System (PRECIS)
ويقوم هذا النظام "البريطاني" الذي استخدم في بناء الكشاف الموضوعي الهجائي للببليوجرافية الوطنية البريطانية منذ عام 1971م حتى 1990 على مجموعه من الإجراءات العاملة وليس قائمه مصطلحات موجودة.
ويعتمد النظام على مفهوم إدخال المصطلحات في الكشاف في أي وقت بمجرد مقابلتها في الإنتاج الفكري .
وبمجرد السماح بالاستخدام المصطلح .. فان علاقاته بالمصطلحات الأخرى ، يمكن تناولها بطريقتين مختلفتين يعرفان بالجوانب الجمالية syntactical، والدلالية semantic وتعتمد المداخل على مفهوم الرابط السابق وخيوط المصطلحات المحافظة على السياق وحيث يحدد كل مصطلح ويربط بإحالات (انظر) و (انظر أيضا) للمترادفات والكلمات الأخرى المتصلة .
ويتم التكشيف يدويا حيث يقوم المكشف بفحص الوثيقة وتقرير موضوعها ثم يسجل خيط string المصطلحات الدالة على الموضوع والرمز الخاصة بالنظام ومشغلات الدور role operators
لتأكد أن مداخل الكشاف الصحيحة قد تم توليدها وأرقام مؤشرات الإحالات التي ترشد الحاسوب إلى استخلاص إحالات(انظر)(وانظر أيضا) الملائمة للمصطلحات في الخط وذالك من المركز المخزن بالحاسوب ورقم مؤشر الموضوع subject indicator number
الذي يحدد مكان تخزين بيانات التكشيف لاستخدامه لأغراض البحث والطبع.
ويلاحظ انه عند تحديد مشغلات الدور فان الإجراء الموصى به هو البحث أولا عن المصطلح الذي يشير إلى الفعل action ثم البحث عن الكيان المفتاحي key entity للفعل وعلى سبيل المثال .. فان موضوع
Education of librarians in the United stated states
يمكن تحليله إلى المفاهيم التالية:
Education , Librarians,United stated والفعل هنا هو Education

أما الكيان المفتاحي .. فهو Librarians والمكان هو united states ومن ثم يشتق الخيط على النحو التالي:
United states(0)
Librarians(1)
Education (2)
2. التكشيف لاحق الربط:
يتكون الكشاف المترابط من قائمه من المصطلحات الموضوعية في شكل مقنن ويعتبر كل مصطلح مستقلاُ عن مصطلحات الأخرى فيما عدا الإحالات.
وهكذا فأن التكشيف لاحق الربط يعمل على تفادي المشكلات المرتبطة بدمج المفاهيم المفردة في رؤوس الموضوعات المركبة إذ إن الربط في هذا النظام يتم في مرحلة البحث وليس في مرحلة التكشيف.
ولتغلب على مساوئ البحث البصري يتم استخدام بعض الطرق التي تعتمد على الاستخدام الآلي والجزئي وتعتبر طرق أ- بو peek-A-boo التي تعتمد على البطاقات المثقوبة.
وعموماً. الجديد هو ما تمثل في الوصول بالكلمات الدالة keyword ac - cess في الكشافات المتاحة بالاتصال المباشر وهي تتيح للمستفيد إدخال مصطلحات بحث عديدة .
ومما لا شك فيه أن نظم التكشيف لاحق الربط تتمتع ببعض المزايا مثل : عدم الحاجة إلى ترتيب لعناصر الرأس المركب يبدو معقداً من وجهة نظر المستفيد في النظم سابقة الربط يرى أن هذه النظم تسرع من عمليات التكشيف والصف والبحث ، ومع هذا فإن هناك بعض العيوب ، التي ترتبط بهذه النظم ، أبرزها أن المستفيد قد يسترجع بعض الوثائق غير الملائمة لاحتياجاته ، أو قد لا يصل إلى بعض الوثائق التي كان يحتاجها .
وعموماً .. فإن كلا النظامين يتفقان في بعض الجوانب، ويختلفان في جوانب أخرى فالربط بين المصطلحات من الأمور الأساسية في كلا النظامين ومع هذا .. فإنه يتم في مرحلة الإدخال بالنسبة للنظم سابقة الربط ، ويتم في مرحلة الإخراج في النظم لاحقة الربط .
ومن ناحية أخرى .. فإن التجهيز أو الإعداد في مرحلة الإدخال في النظم سابقة الربط عمل صعب نسبياً ، ومن ثم يستغرق وقتاً طويلاً ، أما الإعداد للإدخال في النظم لاحقة الربط .. فهو عمل بسيط إلى حد ما – ومن ثم يستغرق وقتاً قصيراً.

3- تكشيف الاستشهادات المرجعية :
سبق أن رأينا أن معظم الكشافات يتم والمستفيد،طريق اختيار المصطلحات الكشفية من الوثائق أو اختيار المصطلحات المفاهيمية من قائمة مصطلحات وترتيب المصطلحات للإشارة إلى المحتويات الموضوعية للوثائق
أما تكشيف الاستشهادات المرجعية .. فإنه يقوم على طريقة مختلفة كلية ، إذ إنه لا يعتمد على الكلمات الكشفية على الإطلاق ، ومن ثم يتفادى المشكلات الفكرية للمعنى والتفسير للمعنى في التكشيف التقليدي .
إن الافتراض الذي يحكم كشافات الاستشهادات هو أننا نعتمد على مؤلف الوثيقة ليخبرنا بماهية الموضوع بدلا من المكشف ، الذي علية أن يقرر ذلك دون استشارة الكاتب وهكذا فإن المؤلفين في هذا النوع من الكشافات هم الأشخاص الأكثر قدرة على تحديد ووصف المادة الأكثر مناسبة لموضوعاتهم ونظراً لأن كشاف الاستشهادات لا يعتمد على تحديد مصطلحات كشفية .. فإنه بمثابة قناة واضحة بين المؤلف والمستفيد ، دون إدخال لغة صناعية .
وعلى سبيل المثال: فإن المقالة التالية:
سوسن طه ضليمى . استخدام أعضاء هيئة التدريس لمصادر المعلومات الببليوجرافية في قسم الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة . _ مجلة المكتبات والمعلومات العربية ._ س19 ، ع4 (أكتوبر 1999) . _ ص199-175 .
تشتمل على قائمة مراجع ، منها :
سالم محمد السالم . استخدام أساتذة الجامعة لمصادر المعلومات : نظرة على الإنتاج الفكري في المجال – عالم المكتب – مج13 ، ع2 (1992 ) ._ ص 122-127 .
وفي كشاف الاستشهادات ، سنجد المدخل التالي :
سالم محمد السالم . استخدام أساتذة الجامعة لمصادر المعلومات : نظرة على الإنتاج الفكري في المجال – عالم المكتب – مج13 ، ع2 (1992 ) ._ ص 122-127 .
سوسن طه ضليمى . استخدام أعضاء هيئة التدريس لمصادر المعلومات الببليوجرافية في قسم الطالبات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة . _ مجلة المكتبات والمعلومات العربية ._ س19 ، ع4 (أكتوبر 1999) . _ ص199-175
وهكذا .. يشتمل كشاف الاستشهادات على المصدر المستشهد به ، وإشارة إلى المصدر الذي ورد به هذا الاستشهاد ، ويرتب كشاف الاستشهادات وفقا لأسماء مؤلفي الأعمال المستشهد بها ، أو وفقاً لأي نمط آخر من أنماط الترتيب
وبالإضافة إلى هذا الكشاف الأساسي .. قد تكون هناك كشافات ملحقة ، مرتبة باسم المؤلف أو بالمصطلح الموضوعي ، ولكن هذه الكشافات الملحقة ليست هي المأتى الأولى للكشافات الاستشهادات ومن الواضح أن هذا النوع من الكشافات يتضمن إن البحث المشار إلية أو المستشهد به له علاقة موضوعية داخلية بالبحوث ، التي أشارت إلية أو استشهدت به ، ويتم استخدام هذه العلاقة لتجميع الوثائق المتصلة .
وقد كان أول استخدام لكشاف الاستشهادات في مجال القانون ، إذ إن المحامين غالباً ما يقيمون دفاعاتهم على القرارات السابقة ، وأنه طالما أن القرارات الحديثة قد تعكس أو تعدل قرارات سابقة .. فإنه من المهم قانونياً إيجاد كل القرارات الحديثة ، أو اللاحقة التي أثرت في قرار أقدم . ويعتبر كشاف شبرد، الذي بدأ عام 1873 من أقدم النماذج في هذا المجال Citations Sheppard's كما أن لمعهد المعلومات العلمية بفلاديلفيا بالولايات المتحدة – إسهامه الواضح في هذا المجال.
وعموماً .. فإن كشاف الاستشهادات المرجعية هو أكثر من كونه مجرد أداة للمستفيدين ، الذين يبحثون عن المعلومات . إنه فضلاً عن ذلك – أداة للبحث التاريخي ، وأداة قياس للعلم ووسيلة لتحليل المحتوى الآلي ، وطريقة أو أسلوب لتقييم الدوريات والبحوث والمؤلفين والأقسام الأكاديمية ، وأداة بحث لدراسة الخصائص السلوكية للإنتاج الفكري ولدراسة النمو التركيبي للعلم نفسه ([1]).

4- التكشيف التعييني:
يعمل على تحديد المفاهيم والأفكار التي تنطوي عليها الوثيقة وتعيين المصطلحات الملائمة للتعبير عنها. ويندرج تحت هذا النوع كل من التكشيف سابق الربط، والتكشيف لاحق الربط وكلاهما من تكشيف الترابط الذي يعمل على الربط بين مصطلحين أو أكثر من مصطلحات التكشيف المنفردة لإنشاء مصطلح آخر يستخدم للتعبير عن مفهوم مختلف يمثل في حد ذاته فئة موضوعية جديدة.
أ‌- التكشيف سابق الربط Pre- Coordinate indexing :
تتم عملية الربط بين المصطلحات في مرحلة التكشيف ، وهو الأسلوب الملائم للإتباع في حالة الكشافات التقليدية المطبوعة، حيث إنه في حالة إتباع الربط اللاحق مع هذا الشكل من أشكال الكشافات، فإنه يكون على المستفيد أن يجمع كماً كبيراً من التسجيلات الواردة تحت كل مصطلح من المصطلحات، ثم يقوم بفرزها بنفسه للتعرف إلى التسجيلات المتعلقة بالمصطلحات التي يبحث عنها مجتمعة، وهو أمر لاشك صعب ويحتاج إلى جهد ووقت كبيرين([2]).
ويعد استخدام قوائم رؤوس الموضوعات ملائماً لهذا النوع من التكشيف حيث ترد المصطلحات في القائمة بشكل يمكن به أن تستقيم تلك المصطلحات بمفردها في القائمة، وأن تعبر عن المفاهيم المختلفة دون الحاجة إلى ربطها بمصطلحات أخرى كما هو الحال بالنسبة للمكانز.
ب‌- التكشيف لاحق الربط Post- Coordinate indexing :
يتم في هذا النوع من التكشيف الربط بين المصطلحات عند استرجاع الوثائق، أي في مرحلة البحث، وتستخدم عوامل المنطق البوليني للربط بين المصطلحات عند صياغة إستراتيجية البحث. وقد أصبحت معظم نظم الاسترجاع على الخط المباشر تعتمد على الربط اللاحق للمصطلحات.
ويقوم المكشف في مرحلة التكشيف بإعداد تسجيلة لكل مصطلح من المصطلحات الموضوعية، وتحديد أرقام الوثائق المرتبطة بالمصطلح في التسجيلة نفسها، وذلك بعد أن يتم ترميز الوثائق التي يضمها النظام بأرقام مسلسلة، وعنــد استــرجاع الوثائق، فإن النظام يقوم بالبحث في تسجيلات المصطلحات المطلوبة ومطابقة الأرقام المشتركة التي ترد في كل التسجيلات التي يتم البحث فيها؛ فعلى سبيل المثال في حالة البحث عن مصطلح "تعليم الإدارة" فإن النظام يقوم بالربط بين مصطلح "التعليم" ومصطلح "الإدارة" عند البحث لاسترجاع الوثائق المتعلقة بالموضوع، حيث يطابق النظام أرقام الوثائق الواردة في كل من تسجيلة "التعليم" وتسجيلة "الإدارة" وتكون الأرقام المشتركة هي التي تعبر عن الموضوع المطلوب.
ويذكر أن استخدام المكانز يساعد على التكشيف لاحق الربط بما يتيحه من مصطلحات فردية تستخدم كما هي في مرحلة التكشيف، ومن ثم يتم الربط بينها وبين مصطلحات أخرى في مرحلة البحث.
وعلى الرغم من أن نظام الربط اللاحق يتميز بسهولة استخدامه وتكلفته الاقتصادية؛ إلا أن من أبرز ما يعيبه هو الارتباطات الزائفة التي قد تنتج عن البحث([3])، فبدلاً من أن يسترجع النظام تسجيلات حول "تعليم الإدارة" فقط فإنه يسترجع أيضاً تسجيلات حول "إدارة التعليم".
5- التكشيف الاشتقاقي:
يعمل على اشتقاق مصطلحات التكشيف سواء من نص الوثيقة، أم من المستخلص أو من العنوان، ويندرج تحت هذا النوع كل من تكشيف النصوص وتكشيف العناوين.
أ‌- تكشيف النصوص concordances:
يتم وفقاً لهذا النوع من التكشيف الاعتماد على النص الكامل للوثيقة، ويحتاج المستفيدون في بعض الأحيان إلى هذا النوع من التكشيف، ومن ذلك على سبيل المثال في حالة تكشيف القوانين والدساتير.
ب‌- تكشيف العناوين:
يتم تحديد الكلمات المفتاحية من عنوان الوثيقة، فكل كلمة في العنوان هي بمثابة مصطلح تكشيف باستثناء الكلمات غير الدالة، وتعتمد فكرة هذا النوع من الكشافات على أن المؤلف يختار لوثيقته دائماً عنواناً معبراً عن المفاهيم التي تنطوي عليها تلك الوثيقة، ولعل مما يعاب على هذا التكشيف أن بعض المؤلفين يختارون في بعض الأحيان عناوين مضللة لا توحي بمضمون الوثيقة، ومن بين كشافات العناوين نذكر الآتي:
كشاف الكلمات المفتاحية الدالة في السياق Keyword In Context (KWIC) : ترتب الكلمات الدالة هجائياً ويأتي بعدها باقي كلمات العنوان تبعاً لعدد الكلمات الواردة فيه من الكلمات غير الدالة.
كشاف الكلمات المفتاحية الدالة خارج السياق Keyword out of Context (KWOC) : تؤخذ الكلمات من مكانها في العنوان وتوضع في الهامش الأيسر عند تكشيف العناوين الإنجليزية، والهامش الأيمن عند تكشيف العناوين العربية.
كشاف الكلمات المفتاحية الدالة بمحاذاة السياق Keyword Augmented Context (KWAC) : يتم إضافة مصطلحات من خارج العنوان لإيضاح المفهوم ودعم الجانب الدلالي للعنوان([4]).
ومما سبق يتضح أن نظم استرجاع المعلومات قد يعتمد على اللغة المقيدة في التكشيف، أو على اللغة الطبيعية، ولكل أسلوب من الاثنين إيجابياته وسلبياته بالنسبة لنظام الاسترجاع([5]).
المراجع :
(1) محمد فتحي عبد الهادي . التكشيف والاستخلاص :المفاهيم والأسس والتطبيقات .- القاهرة: الدار المصرية اللبنانية,2000 .- ص81-95 .
(2) أحمد بدر و محمد فتحي عبد الهادي و ناريمان إسماعيل متولي . التكشيف والاستخلاص : دراسات في التحليل الموضوعي .- القاهرة: دار قباء، 2001 .- ص47-49.
(3) شكري عبد السلام عناني . لغات تكشيف المعلومات واسترجاعها .- عالم الكتب .- مج17، ع1 (يناير- فبراير1996) .- ص9-10 .
(4) أحمد بدر و محمد فتحي عبد الهادي و ناريمان إسماعيل متولي.- التكشيف والاستخلاص : دراسات في التحليل الموضوعي .- القاهرة: دار قباء، 2001.- ص50.
(5) لانكستر ووورنر. أساسيات نظم استرجاع المعلومات/ترجمة حشمت قاسم .- الرياض: مكتبة الملك فهد الوطنية, 1997 .- ص85-90 .

إعداد
أروى التويم
جميلة الشمري
خلود البقمي
مها العنزي
غادة العيد

إشراف
د. مها أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق